كتاب شمائل النبوة | ابي بكر القفال الشاشي

كتاب شمائل النبوة | ابي بكر القفال الشاشي

لا يغفل تنبيه القارئ الى ان النظر في التراث الاسلامي يقف على اعتناء العلماء بشخص النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاث انحاء : على سبيل الاستقلال فاستقلوا في تصنيفها وطرقوا ابوابها بالتاليف كل على حدة ولكن يبقى هناك ناظما يجمعها رغم افتراق حقائقها وموضوعاته وهذا الرابط هو كونها مقتصرة على شخص النبي صلى الله عليه وسلم وغرضها بيان علو منزلته وسمو مرتبته والافصاح عن شرفه وفضله صلى الله عليه وسلم . اما المنحى الثاني فهو من الغلو اعتقاد انه خلق من نور رب العالمين او نه مظهر يتجلى الله فيه او غيرها من الادعائات. المنحى الثالث كان في بيان اهمية دراسة خصائصه صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته وشمائله.

فاما الشمائل فهي خصال الجلال والجمال النبوي الحسية والنفسية. واما الدلائل فهي المعجزات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم تاييدا له وتحديا لجاحدي رسالته مثل انشقاق القمر واعظمها نزول الوحي بالقران الكريم. واما الخصائص فهي ما يختص به النبي صلى الله عليه وسلم من التكريم دون سائر البشر او دون سائر الانبياء وكذلك ما اختصت به امته . فمن خصائصه الكثير نظبر لها مثلا شق صدره، نكاحه باكثر من اربع، انه اول من تنشق الارض عنه يوم القيامة ، تقديم محبته على كل احد. ومن خصائص امته مثلا انهم شهود على امم الانبياء يوم القيامة

وتكم اهمية دراسة الشمائل في انه : يتجلى بها الكمال الانساني المتجسد في النبي صلى الله عليه وسلموانه بشر ولا يغلى فيه وكذلك اهمية التشرف بالانتساب اليه صلى الله عليه وسلم والى امته فحينما يلم المرء بصفاته صلى الله عليه وسلم فانه يفتخر بالانتساب الى امتة نبيها بهذا الحسن والكمال الخلقي والاخلاقي. وكذا ان اهمية دراسة الشمائل يكمن بالوقوف على معرفة هذه الصفات النبوية لان من عرفهبهذه الصفات وهذه الاخلاق عرف انه نبي مرسل من عند ربه فيؤمن به فان لم يؤمن فانه يخترم هذه الشخصية التي تحلت بهذه الصفات وهذا ما حصل من بعض فلاسفة وادباء الغرب. وكذلك لها مدعاة في زيادة الايمان فان من عرفه وعرف صفاته احبه ومن احبه كان ذلك زيادة في ايمانه والشوق الى لقائه فقد ثبت عن ابي هريرة كما في صحيح مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال من اشد امتي لي حبا : ناس يكونون بعدي يود احدهم لو راني باهله وماله